الشلل الدماغي عند الأطفال | ما هو؟ وما أسبابه وعلاجه؟
يعتبر الشلل الدماغي عند الأطفال من الأمراض التي تقابلها بعض الأمهات مع أطفالهن، وتتسبب بالعديد من المشاكل للطفل، لأنها تؤثر على حياته بالكلية، وسنتعرض اليوم إلى هذا المرض بصورة واسعة إلى حد ما.
ما هو الشلل الدماغي عند الأطفال
بعيدًا عن التفاصيل الطبية التي لا تهم سوى الأطباء، فإن الشلل الدماغي عند الأطفال هو مجموعة اضطرابات تحدث للطفل تؤثر على الحركة، لتأثيره على قوة العضلات او وضعيتها، وعلامات هذا المرض تظهر على الطفل المصاب خلال فترة الرضاعة وفي السنوات التي تسبق التحاقه بالمدرسة.
هناك عدة أسباب لمرض الشلل الدماغي عند الأطفال من أهمها تلف للدماغ قبل الولادة بينما هو في مرحلة النمو، وقد يؤثر هذا المرض على المشي، أو وجود إعاقات أخرى مثل الصمم والصرع.
أسباب الشلل الدماغي عند الأطفال
بالطبع هناك عدة أسباب لهذا المرض تدور كلها حول فترة الحمل والولادة وهي:
- المتعلقة بفترة الحمل وقبل الولادة، حيث يتسبب تعرض الأم للأشعة السينية، وسوء التغذية، وضعف الدورة الدموية في المشيمة مما يجعل الدم الواصل للدماغ غير كاف، كل هذه أسباب تؤثر على نوع الجنين وهو بعد في بطن أمه وتهدد بإصابته بهذا المرض.
- أثناء الولادة، فإن استعمال الملقط للمساعدة في خروج الجنين أثناء الولادة، والولادة قبل الموعد المحدد، وأية ظروف أخرى يتعرض فيها الجنين لظروف نقص الاكجسين، كلها قد تعمل على تلف الدماغ ومعاناته من الشلل الدماغي عند الأطفال في المستقبل.
- أن يعاني الطفل بعد ولادته من بعض القصور في التنفس، وعيوب القلب، وفقر الدم الحاد، ويمكن ملاحظة ذلك بعد ولادة الطفل بستة أشهر.
- سقوط الطفل على رأسه عدة مرات.
- حدوث طفرة جينية وهو داخل بطن أمه أدت إلى هذا التلف.
- عدوى خارجية من الأم لم تظهر أعراضها عليها لكنها انتقلت إلى جنينها عبر المشيمة وقامت بالتاثير عليه.
أنواع الشلل الدماغي عند الأطفال
- الشل التام ويكون في الأطراف الأربعة غالبًا، وهو النوع شائع الانتشار للأسف، ويصاحبه إعاقة ذهنية للمريض.
- الشلل النصف سفلي وهو يحدث في الطرفين السفليين فقط ولا يصاحبه إعاقة ذهنية، ومعدل ذكاء الطفل يكون طبيعي.
- الشلل نصف الجانبي والذي يؤثر على نصف الجسم سواء الأيمن أو الأيسر.
- الشلل المصحوب بحركات لا إرادية ولا يكون هذا النوع مصحوب بإعاقة ذهنية.
اقرأ أيضًا
6 اسرع علاج لنزلات البرد عند الأطفال ومشروبات تساعد على تخفيف البرد
أعراض الشلل الدماغي عند الأطفال
غالبًا لا تظهر أعراض الشلل الدماغي عند الأطفال إلا عندما يبدأ الطفل في الحركة ولو بشكل بسيط، ومن ضمنها:
- عضلات الطفل تكون إما مرنة للغاية أو صلبة للغاية.
- ملاحظة حدوث التشنج في العضلات.
- ترنح الطفل عند الوقوف ونقص الاتزان.
- تأخر الطفل في الوصول للمهارات الحركية مثل رفع أحد الذراعين، الجلوس بشكل طبيعي، الزحف.
- التركيز على جانب واحد من جوانب الجسم أكثرمن غيره في الحركة، مثل استخدام رجل واحدة للزحف، أو العبث بوجهه بيد واحدة.
- صعوبات المشي بصفة عامة، مثل المشي على الأصابع.
- وجود مشكلات في البلع أو إفراز اللعاب بصورة زائدة.
- التأخر في التحدث.
- يجد صعوبة في القيام بأعمال بسيطة مثل مسك ملعقة أو التقاط لعبة.
- إصابة الرضيع بضيق التنفس بعد الولادة بأيام قليلة، ويصير لونه أزرق عند التنفس، أو يولد أصلاً بلون أزرق، فهذا يعاني من الشلل الدماغي او أحد أمراض القلب.
الملاحظ أنها أشياء عادية لا تلاحظها الأم بصورة مباشرة، فمن الطبيعي ان يترنح الطفل الذي يتعلم المشي والوقوف مرات كثيرة، وأن يوقع طبقه وملعقته، والكثيرون يتأخرون في الكلام ليس لسبب معين ثم يتعافون من تلقاء أنفسهم، والحل أن تتحلى الأم قبل الولادة بالمزيد من المعلومات عن طفلها، ومعرفة في أي شهر يمكنه المشي، وفي أي شهر يمكنه الزحف وهكذا، وملاحظة حركة طفلها جيدًا.
عمومًا فإن كل أم تمتلك ما يشبه الحاسة السادسة التي تعرف بها أنه ثمة شيء ما ليس على ما يرام بشأن طفلها، وخاصة لو كانت الأم تعرضت لما أشرنا إليه من أسباب المرض، فهذا يتطلب منها ملاحظة أكبر لطفلها.
متى يظهر الشلل الدماغي عند الأطفال
مما سبق فإنه يمكن ملاحظة الشلل الدماغي عند الأطفال بمجرد الولادة، أو عندما يبدأ الطفل في الحركة، فإذا شعرت الأم أن هناك شيء ما غريب عليها استشارة الطبيب فورًا، والذي يمكنه تشخيص المرض بسهولة، وقد يحتاج الأمر للجوء كذلك لطبيب عظام مع طبيب الأطفال، ويمكن للطبيب التأكد من إصابة الطفل بالمرض عن طريق بعض التحاليل المعملية، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
علاج الشلل الدماغي عند الأطفال
- باستخدام الأدوية التي تقلل من تشنج العضلات وتجعل الطفل أكثر اتزانًا، وهي تتمثل في بعض حقن البوتوكس لشد العضلات، وتكون الحقنة كل ثلاثة أشهر، أو اللجوء لأدوية تؤخذ عن طريق الفم تساعد في استرخاء العضلات، لكنها قد تسبب النعاس أو ارتفاع ضغط الدم.
- العلاج بالجراحة حيث يقوم الطبيب بتصحيح تشوهات العظام بعملية جراحية، لتحسين الحركة.
- مراكز التأهيل النفسي والعلاج الطبيعي وعلاج النطق والكلام.
- كما ظهرت هناك تقنيات جديدة للعلاج مثل تقنية بوباث، وتقنية رود، وتعتمد كلها على تنشيط الجهاز الحركي ومنع وضعيات التشنج للمفاصل.
- الدعم النفسي من أحد مقومات العلاج الهامة، بل هو أهمها على الإطلاق، لأن الطفل حين يرى نفسه مختلفًا عن أقرانه في الكلام والحديث فإن هذا يؤثر عليه بشكل كبير، وهنا يأتي دور الأم التي تعمل على دعمه دائمًا، وعدم السماح لأحد بمضايقته أو الحديث عنه بسوء، لأن هذا المرض أي أحد معرض للإصابة به.
الطفل المريض بالشلل الدماغي قد يرغب في الانعزال عن المجتمع لئلا يشعر بالاختلاف، لكن على الأم ألا تطيعه في ذلك، لأن الانخراط في المجتمع أمر هام في طريق العلاج، بل عليها أن تنتقي من يحيطون به من أصدقاء ومعارف.
ومن الجدير بالذكر أن علاج الشلل الدماغي عند الأطفال يعتمد على عمر الطفل، ومدى إصابته بالشلل، فكلما تقدم عمر الطفل زادت صعوبة علاجه.
ومن الضروري متابعة حالة الطفل المريض حتى لا يتحول الشلل لشلل تام، أو شلل في أحد الأطراف، كذلك ما سيحدثه الطفل لنفسه من متاعب بسبب اضطرابات الحركة مثل السقوط المتكرر وإيقاع الأشياء.
اقرأ أيضًا
علاج الم البطن عند الاطفال في المنزل
الوقاية من الشلل الدماغي عند الأطفال
بالطبع لا يمكن وقاية الطفل بصورة مباشرة، لكن يمكن وقاية الأم نفسها وذلك باتبع الآتي:
- الحصول على جميع اللقاحات اللازمة في الحمل وقبل الولادة، مثل لقاح الحصبة الألمانية.
- الاهتمام بالتغذية الجيدة والابتعاد عن أية إشعاع ولو بطريق غير مباشر.
- المتابعة الدورية لدى الطبيب في فترة الحمل دون إبطاء، وتنفيذ أوامره، للاطمئنان على الجنين كذلك.
- الابتعاد التام عن شرب الكحوليات أو المياه الغازية أو التدخين خلال فترة الحمل، لأن هذه الأشياء أثبتت زيادتها لإصابة الطفل بشلل الدماغ.
- بعد الولاد قومي بتخصيص مقعد لطفلكِ، وخوذة إذا ما امتطى الدراجة، وكل ما يلزم للتقليل من وقوعه أو سقطاته.
إن الأم التي يعاني طفلها من الشلل الدماغي عند الأطفال تحتاج أن تتحلى بالصبر أكثر من أية أم عادية، لأن العلاج لهذا المرض يستغرق بعض الوقت، وقد كان يمكنها تفادي كل ذلك عن طريق الاهتمام بفترة الحمل، من حيث الغذاء والراحة وما أشرنا إليه من نصائح.