تأثير الصيام على الرضاعة

0 192

الكثير من الأمهات اللواتي يصادف تاريخ ولادتهن شهر رمضان، يردن معرفة تأثير الصيام على الرضاعة وما في ذلك من صعوبة في بعض الأوقات على الأم، أو ضرر لصحتها أو صحة الرضيع، لذا فسنتناول معًا كل ما يخص تأثير الصيام على الرضاعة بكل تفاصيله في الفقرات التالية من ويكي علم .

تعرف على:

دعاء الاستخارة لمعرفة نوع الجنين

كيف تتأثر صحة الأم بالرضاعة الطبيعية؟

إن عملية الرضاعة في حد ذاتها تحتاج الكثير من الطاقة من قبل الأم، وكذلك عملية إنتاج الحليب، والمرضعة تحتاج وقت الرضاعة حوالي 500 سعر حراري زيادة عن المعدل الطبيعي لها في اليوم الواحد، هذا إذا كانت تقوم بإرضاع طفل واحد، إذا كانت تقوم بإرضاع طفلين –توأم مثلاً- فإنها تحتاج 1000 سعر حراري يوميًا.

أما في حالة تأثير الصيام على الرضاعة فإن الأم قد تتعرض لبعض المخاطر مثل الشعور بالعطش الشديد، الضعف والدوار أو الإغماء، الصداع، وكلها علامات تدل على تعرض جسم الأم للجفاف، ويجب عليها الإفطار سريعًا على بعض الماء.

عادة لا يتأثر الطفل بصيام أمه، فلا يتغير وزن الطفل ولا معدل نموه إذا صامت الأم شهر رمضان، ربما يصبح الحليب ذو دهون أقل لكن ليس بشكل كبير.

وتأثير الصيام على الرضاعة يتوقف على عدة عوامل، منها عمر الطفل وصحة الأم، وبصفة عامة فإن صيام الأم المرضعة يعني قلة ما تتناوله من سوائل يحتاجها الجسم لإفراز الحليب.

ثواب الأم المرضعة

لأن المرض العادي يعد سببًا لتكفير الذنوب والخطايا، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (‌مَا ‌يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلَا ‌وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ)، فكان الأحرى والأجدر أن يقوم ذلك مع أمر الحامل والمرضع، والتي تلاقي أشد المشقة في الحمل والوضع، وما تجده بعد ذلك من ضعف في صحتها بصفة عامة بسبب الرضاعة، كل ذلك يعد سببًا لتكفير الذنوب عن المرأة، إذا صبرت واحتسبت ذلك عند الله تعالى.

متى يكون الصيام خطر على المرضع؟

الأم التي لا تعاني من أمراض مزمنة لا تجد تأثير الصيام على الرضاعة، إذا اهتمت بتناول الطعام الصحي والكثير من السوائل المختلفة من مياه وعصائر ومشروبات ساخنة، خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور، وذلك بغرض تلبية احتياجاتها واحتياجات طفلها من العناصر الغذائية.

كذلك لا مانع من الصيام في حالة كان الرضيع قد تجاوز الستة أشهر الأولى، وبدأ بالاعتماد على مصادر غذائية أخرى بخلاف لبن الأم.

اقرأ أيضًا

فوائد وأضرار لصقات منع الحمل

ولتلافي تأثير الصيام على الرضاعة فإن الأم ينبغي عليها التوقف عن الصيام في حالة إذا:

  • كان عمر الرضيع أقل من ستة أشهر، ويعتمد اعتمادًا كاملاً على لبن الأم كغذاء.
  • كانت الأم تعاني من أمراض مزمنة مثل السكر أو هبوط الضغط.
  • تأثرت كمية حليب الأم بشكل ملحوظ خلال فترات الصيام.
  • شعرت الأم بالدوخة أو زغللة العين أو الصداع الشديد.
  • هبوط الضغط الحاد والشعور بالتعب والإرهاق.
  • إذا كان نشاط الطفل أقل أو يشعر بالجوع مع استمرار رضاعة أمه الصائمة له، أو أن وزنه يقل، فهنا يجب للأم أن تفطر حتى لا يتأثر رضيعها.

نصائح للمرأة المرضعة في رمضان

نصائح للمرأة المرضعة في رمضان

هي نصائح عامة للأمهات اللاتي يتمتعن بصحة جيدة عمومًا ولا يشتكين من أمراض مزمنة، وهي كالآتي:

  • عند الإفطار يجب البدء بشرب كوب من الماء أو اللبن مع تناول ثلاث تمرات صغيرة.
  • الشوربة طبق رئيسي على المائدة بالذات للمرضع، لتهيئة المعدة لاستقبال الطعام.
  • الاهتمام بشرب 2-3 لتر من السوائل المتنوعة يوميًا.
  • تناول وجبات صغيرة في القترة ما بين الإفطار والسحور.
  • الابتعاد عن المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والشاي، والبعد عن المشروبات الغازية.
  • البعد عن الحلويات المعتادة في رمضان مثل الكنافة والبسبوسة، وغيرها من الأصناف المحلاة صناعيًا و تحتوي على نسبة كبيرة من السكر الأبيض، واستبدالها بتناول الفاكهة الغنية بالألياف.
  • كذلك الابتعاد عن المخللات والأغذية المالحة والدسمة والمقليات، لكيلا تشعر المرضع بالعطش الشديد وقت الصيام.
  • تناول العصائر الطبيعية وقت السحور بدلاً من الشاي والقهوة والنسكافيه.
  • الاهتمام بتناول البروتين في السحور مثل البيض أو الفول أو مشتقات الحليب، لأنها تجعل الجسم في حالة شبع وقت أطول.
  • عدم إهمال الكربوهيدرات المعقدة من أجل الطاقة، مثل تناول الخبز الأسمر.
  • التركيز على الأطعمة المعروف عنها أنها تدر اللبن مثل الحلبة، فهي من السوائل وتساعد على كثافة الحليب.
  • الحرص على الراحة وقت الصيام، فلا داعي للمجهود الكبير المعروف عن النساء مثل العزائم والولائم والتنظيف، قللي من كل ذلك قدر الإمكان لصحتكِ وصحة طفلكِ.

قضاء الصيام للمرضع

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة أن الحامل والمرضع عليها الإفطار في رمضان إن كان في ذلك مشقة أو خطر عليها أو على الجنين، وأن عليها قضاء الأيام التي أفطرتها فقط، وذلك قياسًا بحال الحامل أو المرضع على حال المريض الذي لا يقوى على الصيام أو هناك ضرر واقع عليه منه، لقوله تعالى (وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) البقرة/185.

ولا ينوب عنها الإطعام في ألا تصوم، بل يجب عليها الصيام ويكفيها عن الإطعام، لذا فعليها القضاء فقط.

زيادة حليب الأم في رمضان

اقرأ أيضًا

كيف تتعامل الأم المرضع المصابة بكورونا مع رضيعها

لمساعدة الأم الصائمة على التقليل من تاثير الصيام على الرضاعة، فيمكنها زيادة الحليب عن طريق تناول الأطعمة التالية بعد الإفطار وحتى السحور:

  • الاهتمام بشرب الماء بكمية كبيرة، بجانب العصائر الطبيعية غير المحتوية على سكريات صناعية، وكذلك مشروبات رمضان كالخشاف والتمر مليئة بالفوائد.
  • حساء الدجاج واللحم مهم على اللإفطار كوجبة أساسية للمرضع.
  • ضعي رضيعكِ على ثدييكِ كل ساعتين في وضع الرضاعة، لأن ذلك من شأنه أن يزيد من كمية الحليب.
  • تناول الحليب ومشتقاته مثل الجبن القريش على الأقل ثلاث مرات، لزيادة نسبة الكالسيوم.
  • تناول المكملات الغذائية المهمة وقت الإرضاع مثل الحديد والكالسيوم والحبوب.
  • تناول المكسرات التي يشتهر بها شهر رمضان، سواء نيئة أم مخلوطة مع المشروبات، مثل ملء قبضية يديك من اللوز والبندق والسوداني وعين الجمل أو ما تيسر.
  • الحرص على تناول البروتين الحيواني يوميًا مثل اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك والبقوليات والبيض، مع تقسيم الفاكهة والخضروات بين الإفطار والسحور مثل الخيار والموز واللذان يقيان من العطش.
  • عدم إهمال النشويات مثل الخبز والمكرونة والحبوب بكميات معقولة.
  • تجنب تناول الأطعمة الحارة أو المليئة بالشطة، أو المحتوية على الثوم، لأن هذا سيصيب طفلكِ الرضيع بالانتفاخ، فكل ما تتناوله الأم سيؤثر على رضيعها لأنه يصله عن طريق اللبن.
  • تعتبر بذور السمسم من الأغذية المهمة لزيادة كمية الحليب، لذا فاحرصي على على إضافتها لكل طعامكِ تقريبًا أو تناولها كما هي، أو الأطعمة التي تحتوي عليها ومن أهمها الحلاوة الطحينية والطحينة.
  • المأكولات البحرية غنية بالأحماض الأمينية الأساسية، واللازمة لإنتاج الحليب وزيادة كميته، مثل أسماك السلمون والسردين.

مشروبات تزيد من إنتاج الحليب

  • وعلى رأسها المياه، لأنها تشكل ما يقرب من 88% من لبن الأم، لذا فيجب على الأم المرضع أن تتناول من 8- 13 كوب من المياه بشكل يومي.
  • عصائر الفواكه الطازجة مثل عصير الموز مع الفراولة مع اللبن، أو العصائر الحمضية مثل الليمون والبرتقال، لكن مع متابعة طفلكِ إزاء هذا النوع من العصائر لأنه قد يكون مصابًا بالحساسية منها.
  • اللبن من المشروبات الهامة سواء كان على صورته المعروفة أو مخلوطًا بالتمر، كما يمكن خلطه مع عصائر بعض الفاكهة كما سبق.
  • شاي الأعشاب مثل الحلبة والكراوية والينسون والقرفة والزنجبيل، فكلها سوائل طبيعية تساعد على إدرار اللبن.

وفي الختام فإن تأثير الصيام على الرضاعة يعتمد بشكل مباشر على رأي الطبيب ونصائحه للأم، فإن كان يرى للصيام تأثيرًا ضارًا على صحتها أو صحة طفلها فعليها التوقف عنه فورًا ولتقضِ ما فاتها فيما بعد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.